ثم بحثت في تفسير البغوي والقرطبي وابن كثير فرأيتهم ذكروا معاني قريبة من هذا
روى النعمان بن بشير عن عمر بن الخطاب أنه سئل عن هذه الآية فقال : يُقرَن بين الرجل الصالح مع الرجل الصالح في الجنة ، ويقرن بين الرجل السوء مع الرجل السوء في النار ، وهذا قول عكرمة ، وقال الحسن وقتادة : أُلحق كل امرئ بشيعته : اليهودي باليهودي والنصراني بالنصراني .
قال الربيع بن خيثم : يُحشر الرجل مع صاحب عمله ..
وقال عطاء ومقاتل : زوجت نفوس المؤمنين بالحور العين ، وقُرنت نفوس الكافرين بالشياطين . [وهذا لا يلزم منه زواج ، وإنما نفوس الكفار مع نفوس ذُكران الشياطين ]
وروي عن عكرمة قال: وإذا النفوس زوجت ، ُردّت الأرواح في الأجساد .
قال الحافظ ابن كثير : وقال بن أبي نجيح عن مجاهد ( وإذا النفوس زوجت ) قال : الأمثال من الناس جُمع بينهم . وكذا قال الربيع بن خثيم والحسن وقتادة ، واختاره ابن جرير ، وهو الصحيح .
وقال الإمام القرطبي :
فالتزويج أن يُقرن الشيء بمثله ، والمعنى وإذا النفوس قُرنت إلى أشكالها في الجنة والنار ، وقيل : يُضم كل رجل إلى من كان يلزمه من مَلك وسلطان ، كما قال تعالى : ( احشروا الذين ظلموا وأزواجهم ) وقال عبد الرحمن بن زيد : جُعلوا أزواجا على أشباه أعمالهم ، ليس بتزويج أصحاب اليمين زوج ، وأصحاب الشمال زوج ، والسابقون زوج . وقد قال جل ثناؤه : (احشروا الذين ظلموا وأزواجهم ) أي أشكالهم .
وقال عكرمة : ( وإذا النفوس زوّجت ) قُرنت الأرواح بالأجساد أي رُدّت إليها .
وقال الحسن : أُلحق كل امرئ بشيعته ؛ اليهود باليهود ، والنصارى بالنصارى ، والمجوس بالمجوس ، وكل من كان يعبد شيئا من دون الله يلحق بعضهم ببعض ، والمنافقون بالمنافقين ، والمؤمنون بالمؤمنين .
وقيل : يُقرن الغاوي بمن أغواه من شيطان أو إنسان على جهة البغض والعداوة ، ويُقرن المطيع بمن دعاه إلى الطاعة من الأنبياء والمؤمنين .
وقيل : قُرنت النفوس بأعمالها فصارت لاختصاصها به كالتزويج .
فعلى يكون القول الآخر ضعيف ، وهو أنهم يُزوّجون بالنساء في النار .
والله أعلم